سرية المعلومات في الشركات وفق إتفاقية عدم الإفصاح NDA

يحتوي هذا الموضوع على:

    منذ عقود طويلة كانت المعلومات تمتلك قوة هائلة فعندما تكون في يد الأشخاص المناسبين يمكنهم استغلالها لصالحهم وتحقيق التفوق والتمييز عن الاخرين، ومع تطور التكنولوجيا وظهور الشركات الضخمة والمعقدة، أصبحت سرية المعلومات في الشركات أمرًا لا غنى عنه للبقاء والنجاح في سوق المنافسة العالمية، حيث تعتمد الشركات بشكل كبير على المعلومات لاتخاذ قراراتها الاستراتيجية والتي تشكل القوة الحقيقية للشركة. 


    سرية المعلومات في الشركات


    ما هي سرية المعلومات في الشركات؟ 

    سرية المعلومات في الشركات تشير إلى مجموعة الإجراءات والسياسات والتقنيات التي تهدف إلى حماية المعلومات من الوصول غير المصرح به، والاستخدام غير المشروع، أو الإتلاف وإجراء التغيير غير المصرح به، والتسريب، ويهدف أمن المعلومات إلى ضمان سلامة وسرية المعلومات، في حال تم تخزينها على أنظمة الحاسوب للشركة أو غيرها، تتضمن أدوات سرية المعلومات في الشركات تقنيات التشفير، وأنظمة إدارة الوصول، وبرامج مكافحة البرامج الخبيثة، وبرامج الحماية من الاختراق، والتدريب والتوعية للموظفين حول ممارسات الأمان، وإجراءات النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات.


    أهمية سرية المعلومات في العمل

    سياسة الحفاظ على سرية المعلومات تعد أمرًا حيويًا في السوق العالمية اليوم، وذلك لعدة أسباب تشمل ما يلي:


    • المنافسة والابتكار: تعتبر المعلومات السرية مصدرًا قيمًا للتفوق ومنافسة الآخرين، فعندما تحتفظ الشركة بمعلومات حصرية عن تعاملاتها وتقنياتها واستراتيجياتها، يمكنها تحقيق التفوق والابتكار وتقديم منتجات وخدمات فريدة تجذب العملاء وتحافظ على مكانتها في السوق.
    • الحماية من السرقة التجارية: سرية المعلومات في الشركات تحميها من التجسس التجاري والسرقة الفكرية، فعندما يكون لديك معلومات حساسة عن منتجاتك وخططك التجارية، فإن الحفاظ على سرية تلك المعلومات يحميك من الأطراف المنافسة التي قد تحاول سرقتها أو استغلالها لصالحها الخاص.
    • الثقة والسمعة: تلعب دورًا هامًا في بناء الثقة والمصداقية للشركة، فعندما يثق العملاء والشركاء التجاريين في أن المعلومات التي يشاركونها مع الشركة ستبقى سرية وآمنة، فإنهم يشعرون بالراحة في التعامل معها على المدى الطويل.
    • الحفاظ على علاقات العملاء: عندما تحترم الشركة سرية معلومات عملائها، تبني علاقات قوية وموثوقة معهم، يشعر العملاء بالأمان والثقة عندما يعرفون أن معلوماتهم الشخصية والتجارية لا تتعرض للتسرب أو الاستخدام غير المشروع.

    سياسة الحفاظ على سرية المعلومات

    سياسة سرية المعلومات في الشركات عبارة عن إطار يحدد الإجراءات والتوجيهات التي يجب على الشركة اتباعها لحماية المعلومات السرية، تهدف هذه السياسة إلى توفير إرشادات واضحة للموظفين والشركاء التجاريين بشأن كيفية التعامل مع المعلومات الحساسة وضمان سريتها وأمانها، وتتكون من:


    • تعريف المعلومات السرية: تحديد أنواع المعلومات التي تعتبرها الشركة سرية وتستحق حماية خاصة، مثل المعلومات التجارية والملكية الفكرية والبيانات الشخصية للعملاء.
    • الوصول المحدود: تحديد من يحق له الوصول إلى المعلومات السرية وتنظيم الصلاحيات وفقًا للمسؤوليات والاحتياجات الوظيفية، ويجب تحديد آليات لمراقبة وتسجيل الوصول ومراقبة النشاطات غير المصرح بها.
    • السرية والتعاقدات: ضمان أن الموظفين والشركاء التجاريين يتعاقدون على الالتزام بسرية المعلومات وعدم إفشائها لأطراف ثالثة وفقًا لاتفاقيات محددة، مثل اتفاقيات عدم الإفصاح والتعهدات بالحفاظ على سرية المعلومات.
    • الحماية التقنية: توفير وتنفيذ إجراءات أمان تكنولوجية لحماية المعلومات، مثل تشفير البيانات وأنظمة إدارة الوصول، وتحديث ومراجعة الأنظمة الأمنية بشكل دوري لمواجهة التهديدات الجديدة.
    • التدريب والوعي: توفير برامج تدريبية للموظفين حول أهمية سرية المعلومات والممارسات الأمنية المناسبة، مع زيادة التوعية بمخاطر الاختراق السيبراني والاجتماعي وتوفير إرشادات للتعرف على عمليات الاحتيال والتصيد الاحتيالي (Phishing).
    • مراجعة وتقييم: إجراء مراجعات دورية لتقييم فعالية سياسة الحفاظ على سرية المعلومات وتحديثها وتطويرها وفقًا للتطورات التكنولوجية والتهديدات الجديدة.

    ما هي اتفاقية عدم الإفصاح NDA؟ 

    اتفاقية عدم الإفصاح (Non-Disclosure Agreement أو NDA) هي عقد قانوني يتم توقيعه بين طرفين أو أكثر لحماية المعلومات السرية ومنع إفشائها لأطراف ثالثة غير مشتركة في الاتفاقية، تستخدم اتفاقيات عدم الإفصاح بشكل شائع في العالم التجاري والمؤسسات والشركات للحفاظ على سرية المعلومات الحساسة والتجارية.


    وعند توقيع اتفاقية عدم الإفصاح، يتعهد الأطراف المشتركة بعدم الكشف عن المعلومات السرية التي تم تبادلها خلال فترة الاتفاقية أو التعاون بينهما، تشمل هذه المعلومات السرية المحمية بحقوق الملكية الفكرية، وخطط العمل، والأسرار التجارية، والمعلومات التقنية، والعملاء، والتكنولوجيا، وغيرها من المعلومات ذات الطبيعة الحساسة.

    الحقوق والالتزامات في اتفاقية عدم الإفصاح

    تحدد اتفاقيات عدم الإفصاح حقوق والتزامات الأطراف المشتركة بشأن المعلومات السرية، بما في ذلك:


    • تحدد المعلومات التي تُعتبر سرية وتستحق الحماية والتي يجب على الأطراف عدم الإفصاح عنها.
    • تحدد فترة صلاحية اتفاقية عدم الإفصاح ومدة سرية المعلومات، وتحدد ما إذا كانت ستنتهي بعد فترة زمنية محددة أو إلى أجل غير مسمى.
    • توضح الحالات التي يمكن فيها الإفصاح عن المعلومات السرية، مثل الإفصاح المطلوب بموجب القانون أو بناءً على أمر قضائي.
    • تحدد طريقة تبادل واستخدام المعلومات السرية بين الأطراف وتنص على الغرض المحدد لاستخدام تلك المعلومات.

    أنواع اتفاقية عدم الإفصاح وسرية المعلومات

    هناك عدة أنواع من اتفاقيات عدم الإفصاح (NDA) التي تستخدم في الحفاظ على سرية المعلومات في الشركات، وتشمل ما يلي: 


    • اتفاقية عدم الإفصاح الثنائية (Bilateral NDA): تتم بين طرفين اثنين، حيث يتعهد كلا الطرفين بعدم الكشف عن المعلومات السرية المشتركة بينهما.
    • اتفاقية عدم الإفصاح المتعددة الأطراف (Multilateral NDA): تتم بين ثلاثة أطراف أو أكثر، وتهدف إلى حماية المعلومات السرية التي تتم مشاركتها بين جميع الأطراف المشتركة في الاتفاقية.
    • اتفاقية عدم الإفصاح القابلة للفصل (Separate NDA): تستخدم لحماية معلومات محددة أو مشروع معين بدلاً من تطبيق الاتفاقية على جميع المعلومات بشكل عام.
    • اتفاقية عدم الإفصاح المتقدمة (Advance NDA): تستخدم عندما تحتاج إلى حماية المعلومات السرية قبل أن تتم مشاركتها، مثل قبل عقد اجتماع أو مفاوضات تجارية محتملة.
    • اتفاقية عدم الإفصاح الشاملة (Blanket NDA): تستخدم لتغطية جميع المعلومات السرية التي يتم تبادلها بين الأطراف في إطار العلاقة التجارية المستمرة بدلاً من تطبيق اتفاقية لكل مشروع أو تعاون بشكل منفصل.

    مشاكل وتحديات الحفاظ على سرية المعلومات

    في عصر التكنولوجيا الحالي تواجه جميع الشركات العديد من التحديات في مجال حفظ سرية المعلومات في العمل، وفيما يلي بعض التحديات الشائعة:


    • تزايدت التهديدات السيبرانية مثل الاختراقات والهجمات الإلكترونية والبرامج الخبيثة، قد تتعرض الشركات لمحاولات اختراق تهدف إلى الحصول على المعلومات السرية، لذا، يتطلب الأمر اعتماد تقنيات أمان قوية وتحديثها بانتظام للتصدي لهذه التهديدات.
    • يتم تبادل المعلومات بشكل متزايد عبر الشبكات والإنترنت، مما يزيد من احتمالية تعرضها للاختراق أو التسريب، لذلك يجب تأمين الاتصالات واعتماد تقنيات التشفير لحماية المعلومات أثناء النقل.
    • يعمل العديد من الموظفين على أجهزتهم الجوّالة وحواسيبهم الشخصية خارج أماكن العمل التقليدية، مما يزيد من التحديات المتعلقة بتأمين هذه الأجهزة والحماية من فقدانها أو سرقتها، ويجب اتباع إجراءات أمان صارمة مثل استخدام كلمات المرور والتشفير لحماية المعلومات.
    • يتم تخزين المعلومات ومعالجتها عبر خدمات الحوسبة السحابية، قد تواجه التحديات في التحكم في سرية المعلومات في بيئة مشتركة وضمان أمانها من التهديدات الداخلية والخارجية.
    • تشكل الانتهاكات الداخلية التي يرتكبها الموظفون تحديًا آخر، لذلك يجب تطبيق سياسات وإجراءات صارمة للوصول والاستخدام ورصد النشاطات غير المصرح بها للحد من هذا الخطر.
    • قد يحدث التسريب غير المقصود للمعلومات السرية نتيجة الأخطاء البشرية، مثل إرسال البريد الإلكتروني بالخطأ أو مشاركة المعلومات السرية دون قصد، لذلك يجب وضع سياسات وإجراءات للتحكم في هذه الأخطاء وتوفير تدريب منتظم للموظفين حول أفضل الممارسات للحفاظ على سرية المعلومات في الشركات. 

    يمكننا أن نستنتج أن سرية المعلومات في الشركات تعد أمرًا بالغ الأهمية في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث تحمل المعلومات السرية قيمة كبيرة وتشكل مزايا تنافسية للشركات، ولذا يجب على الشركات اتخاذ تدابير فعالة لحمايتها، حيث تتطلب سياسات الحفاظ على سرية المعلومات تصنيف المعلومات، وتنظيم صلاحيات الوصول، واستخدام التشفير، وتوفير التدريب والتوعية للموظفين، وتبني تقنيات الحماية المتقدمة، وغيرها الكثير من السياسات المتطورة. 


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق